في مشهد التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نشهدها في العراق
وخاصة مع وضوح المشهد بالنسبة لقوى النظام ومناوراتها في السلطة السياسية المركزية من جهة، وخطواتها في الاصطفاف الطائفي والمذهبي من جهةٍ أخرى، نستكمل المسار بهدف بناء جبهة صلبة ضد قوى المال والسلاح والاستبداد في هذه المرحلة التاريخية التي يمرّ فيها البلد. منذ تأسيس الوعد العراقي في الاول من ايار لعام 2021 وحتى تأسيس الحملات التغييرية و المساءلة و الافلات من العقاب، ومع التغيّرات الكبيرة التي حصلت منذ الاول من تشرين 2021، أخذ الوعد العراقي المبادرة في دعم الفعاليات النقابية والمجتمع المدني من أجل استرجاع المجتمع من النظام الذي جوّع الناس وهجّر الطاقات والكفاءة وفجّر المنازل واغتال الشباب. بعد النجاحات التي حققناها في النقابات والفاعليين المجتمعين والسياسيين، بالإضافة إلى مشاركتنا المباشرة في عدد من المبادرات التي طُرحت لمقاومة السياسات المالية والميليشوية القاتلة وعرقلة النظام للتحقيق في ملف قتلة المتظاهرين، سوف نبدا بدعم كشف الحقيقة عن كل الاحداث التي رافقت تشرين، ونفتح استمارة الالكتروني الى الانتماء عبر الترشيح والتنظيم، في عدد من الحملات الانتخابية القاعدية والتشاركية في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى دعمنا لعدد من الحملات التي سنعلن عنها في مرحلة لاحقة. على المدى القصير، نرى في الانتخابات التي حصلت خلقت فرصة لكسر احتكار النظام على الساحة السياسية والعملية الديمقراطية بفوز عدد من المستقلين و المعارضين، بالرغم من معرفتنا بواقع موازين القوى واستخدام النظام للعنف لعرقلة أي منافسة وملاحقة اكثر المؤثرين والفاعليين الاجتماعيين والسياسيين، لذلك نحن متمسكون بخلق جبهات معارضة محلية تطمح إلى طرح برنامج وخطاب واضح وملموس حول العناوين المطروحة في بياناتنا ونصوصنا في السابق. أما بالنسبة إلى ديناميكيات الأحزاب والتنظيمات وتيارات المعارضة، نرى أنّ هناك ضرورة للفرز الفكري والتنظيمي الذي يترافق مع إدراك حقيقي للحظة التاريخية التي نعيشها، وبالتالي ضرورة لتوحيد الجهود تحت مظلّة سياسية واضحة ومواجِهة. على المدى الطويل، نحن مستمرّون في اعادة تعريف المفاهيم والتوسع نحو المعارضة الجذرية والشاملة عن طريق المنظمات والنقابات وخلق مساحات تعُيد رسم العلاقات السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية وتفتح جبهات مواجهة مع النظام، بالتوازي مع خلق هيمنة مضادة عبر تفكيك الأعمدة الفكريّة لسرديات النظام وتعميم خطابنا. يترافق هذا العمل مع خوض المعارك مع النظام على عدّة مستويات، وصبّ هذه الجهود في بناء قطب سياسي مغاير ديمقراطي ومعارض يرفض ثنائيات السلطة ويستمر بمسار الاول من تشرين من جهة، وقطب وطني ديمقراطي من الافراد و الجماعات التغييرية يواجه الاحتلال والاستبداد في آن معاً من جهةٍ أخرى، تمهيداً لبناء التواصل مع المجموعات الشبابيّة و البعثات الدبلوماسية من جهة أخرى.
تيار الوعد العراقي
